“للحظة إعتقدت أنى سوف أفقدها إلى الأبد”، كانت هذه كلمات “أبو زينب” لفريق الطوارئ المكلف بالتعامل مع حالة ابنته “زينب”. 

“زينب”، بنت رقيقة جميلة من الصعيد، دخلت المستشفى فى 2019، مصابة بورم خبيث، وأثناء رحلة علاجها، جاءت إلى المستشفى فى هذا اليوم، فى حالة سيئة جدًا، ونقلت فورًا إلى قسم الطوارئ، حيث قام فريق الطوارئ بالتعامل مع حالتها إلى أن تُنقل للعناية المركزة، حيث أنها كانت معرضة بشدة للإصابة بسكتة قلبية.

هل استرعى انتباهك الدور الحيوي الذي يقُوم به قسم الطوارئ فى إغاثة زينب، وكثيرين غيرها من مرضى المستشفى؟

إن فريق قسم الطوارئ، هم بمثابة جنود الصف الأول، الذين يُواجهون الآثار الجانبية الشديدة الناتجة عن المرض نفسه أو عن علاجه.

 الخبر السعيد أن زينب قد اجتازت هذه المحنة، وتتمتع بصحة جيدة اليوم، أما عن قسم الطوارئ، فللأسف لم يعد في وقتنا الحالي مهيئًا من حيث السعة، والتصميم الداخلي الهندسي للتعامل مع عدد الحالات التي في تزايد مستمر عبر السنين.

إن مهمة هذا القسم الحيوي، هي التعامل السريع مع أنواع كثيرة من حالات الطوارئ، وقد تتضمن مرضى في حالات حرجة، قد تُؤدى إلى الموت.

فريق هذا القسم، مكلف فى إطار زمني قصير بتقييم الحالات حسب خطورتها، والتعامل السريع مع الحالات الحرجة فى الحال، ونقل الحالات إلى الأقسام المعنية للاعتناء بها.

هنا يتضح لنا مدى أهمية تمكين فريق الطوارئ من القيام بمهامه فى مساحة مناسبة آمنة ذات تصميم داخلي هندسي مناسب، للتحرك السريع، والإشراف المتواصل على هذه الحالات.

منذ افتتاح المستشفى فى 2007، تزايدت حالات الطوارئ عشرة أضعاف، حيث يستقبل هذا القسم من 60 إلى 70 حالة يوميًا.

وفى 2013 اضطررنا إلى توسعة القسم، بضم مساحة صغيرة من العيادات الخارجية إلى قسم الطوارئ للتعامل مع زيادة الحالات، لكن في 2023 هذا التعديل لم يعد كافيًا، حيث أن عددًا من التحديات التي كانت تُواجهنا، بدأت تظهر من جديد، وتعوق عمل مقدمي الرعاية وتُهدد حياة المرضى، ومنها: “عدم انتظام تنقل المرضى من خدمة إلى خدمة، تأخر الخدمات، ازدحام المرضى وأهاليهم في هذا القسم”.

وللتغلب على هذه التحديات، فإن هناك حاجة ملحة لزيادة المساحة المخصصة لقسم الطوارئ، وإعادة هيكلة تصميمه الهندسي الداخلي، لإتاحة مسار سريع وسلس للمرضى، حيث سيُوفر مشروع التجديد الكلى: 

  • مساحة أكبر لغرفة الإنعاش.
  • مساحة أكبر لغرفة أخذ العينات.
  • مساحة أكبر لغرفة اخذ الملاحظات الطبية.
  • زيادة مساحة منطقة الانتظار للمرضى وأسرهم.
  • توفير غرفة خاصة لطبيب وتمريض التقييم المبدئي. 
  • توفير غرفة إشتباه عزل.
  • توفير عدد 2 غرفة عزل كامل لمنع إنتشار العدوى.
  • مراقبة أفضل للمرضى من خلال حجرات الرؤية المفتوحة.

مشروع تجديد وتوسعة قسم الطوارئ، يمر بمراحل ثلاث، وهي “الإنشاءات”، الأعمال الهندسية “الكهرو ميكانيكية”، “تكلفة الأجهزة الطبية وغير الطبية”.

مهما كان المبلغ الذي تُقرر التبرع به لهذا المشروع، سيُمكننا من إسعاف مئات الأطفال المصابين بالسرطان مثل “زينب”.